شطاري نيوز
حذّر الدكتور فريد أمار من أن التقارير الاستشرافية تشير إلى هيمنة الفئات المسنة على قمة الهرم السكاني بحلول سنة 2050، وهو ما يشابه ما تعيشه العديد من الدول الأوروبية من شيخوخة سكانية، مع احتمال بروز مجتمع يعتمد على الأسر الفردية أو غياب البنية الأسرية التقليدية بحلول سنة 2100.

حيث أبرزت معطيات المندوبية السامية للتخطيط تحولات ديموغرافية واجتماعية كبيرة بالمغرب على مدى العقود الأخيرة، فقد كان الهرم السكاني سنة 1950 يقوم على قاعدة واسعة مدعومة بمعدل خصوبة مرتفع يصل إلى 7 في المائة، في حين أظهرت إحصائيات سنة 2015 تقلص الفئات الشابة وانخفاض معدل الخصوبة إلى حوالي 2 في المائة، ما يعكس انتقالاً ديموغرافياً واضحاً.
هذا وأكد الدكتور أمار أن المندوبية طورت مؤشرات اجتماعية جديدة، أبرزها مؤشر ثقة الأسر، الذي كشف عن ضعف ثقة نسبة كبيرة من الأسر المغربية في قدرتها على مواجهة المستقبل، حيث تتوقع 85.3 في المائة من الأسر تعرض أحد أفرادها للبطالة، فيما لا تتجاوز نسبة الأسر القادرة على تغطية احتياجاتها الأساسية 53.3 في المائة.

وأشار الدكتور أمار إلى أن الأسرة المغربية تواجه تحولات عميقة ترتبط بالتحول العمراني وتراجع المجتمع القروي، والتحول الاقتصادي المتسم بالاعتماد على الاقتصاد المرحل وقلة المشاريع الصغرى، فضلاً عن التحول الرقمي الذي شكل مجتمعاً شبكياً، والتحول القيمي الذي أفرز الفرد المتمركز حول ذاته في سياق الاستلاب والاغتراب والتشييء.
وأضاف أن هذه التحولات أفرزت أسراً تخدم منطق الرأسمالية وأسر فردانية، محذراً من تفشي ظاهرة العنوسة التي بلغت نحو 10 في المائة من الساكنة، مع الإشارة إلى أن نسبة ضئيلة جداً من الأسر (0.1 في المائة) التي صرحت بعدم إحساسها بغلاء المعيشة قد تكون هي نفسها المتحكمة في واقع 99.9 في المائة من الأسر المتأثرة بارتفاع تكاليف المعيشة.









Comments - الدكتور فريد أمار: المغرب بين التحولات الديموغرافية والاجتماعية، شيخوخة السكان وتغير بنية الأسرة :
Sorry Comments are closed