شطاري نيوز:
تدخل قطاعات الخدمات بالمغرب مرحلة متقدمة من الجاهزية، تزامنًا مع الاستعدادات لاحتضان كأس أمم إفريقيا، في أفق جعل هذا الحدث القاري محطة عملية لاختبار القدرات التنظيمية واللوجستية، وتحضيرًا للاستحقاقات الرياضية الكبرى المقبلة، وعلى رأسها كأس العالم 2030.
ويعول مهنيون في مجالات النقل، والمقاهي والمطاعم، والفندقة، على هذه التظاهرة لتحقيق انتعاش اقتصادي مؤقت من جهة، واكتساب خبرة ميدانية من جهة أخرى، من خلال الاحتكاك المباشر بتدبير تدفقات جماهيرية كبيرة، ومتطلبات تنظيمية عالية المستوى
في هذا السياق، أكد فاعلون مهنيون في قطاع النقل أن كأس إفريقيا تمثل فرصة مهمة لإبراز كفاءة النقل الوطني، بالنظر إلى الارتباط الكبير للمغاربة بكرة القدم، وما يصاحب التظاهرات الرياضية من ضغط متزايد على وسائل التنقل.
وأوضح أحد المسؤولين المهنيين أن عمليات التأطير والتواصل مع السائقين انطلقت منذ أسابيع، بهدف ترسيخ ثقافة المسؤولية وجودة الخدمة، وضمان تقديم صورة إيجابية عن المملكة لدى الزوار والوفود القادمة من مختلف الدول الإفريقية.
وأشار المتحدث إلى أن هذه التظاهرة تشكل بداية التحضير الفعلي لحدث أكبر، يتمثل في كأس العالم، الذي يتطلب تعبئة شاملة لمختلف الفاعلين، خاصة في المدن الكبرى، والمطارات، والمناطق السياحية، مبرزًا أن العدد المتوقع للجماهير قد يفرض مستوى غير مسبوق من الجاهزية والتنسيق.
من جهته، يعيش قطاع المقاهي والمطاعم حالة استعداد مكثف، خاصة أن هذه الفترة من السنة تعرف عادة حركية اقتصادية ملحوظة. ويرى مهنيون أن التظاهرات الرياضية الكبرى تشكل فرصة لدعم مداخيل القطاع، في ظل الإقبال الواسع على متابعة المباريات في الفضاءات العمومية.
وأكد فاعلون في القطاع أن غياب بعض القنوات المشفرة عن المنازل يدفع أعدادًا كبيرة من المواطنين إلى المقاهي، ما ينعكس إيجابًا على رقم المعاملات، شريطة الارتقاء بجودة الخدمات واحترام شروط الاستقبال والتنظيم.
وفي إطار التحضيرات، جرى عقد لقاءات تحسيسية مع أرباب المحلات، بهدف تحسين الأداء، خاصة في مجال المطاعم، مع التشديد على ضرورة مواكبة حجم الطلب المتوقع، وضمان توازن بين جودة الخدمة والمردودية الاقتصادية، مع مراعاة الجوانب اللوجستيكية المرتبطة بالاستهلاك الطاقي وساعات العمل.
بدوره، يستعد القطاع الفندقي لاستقبال موجة جديدة من الوافدين، رغم تسجيل حالة ركود نسبي في بعض المناطق خلال الفترة الأخيرة. ويؤكد مهنيون أن كأس إفريقيا تمثل فرصة حقيقية لإنعاش الحجوزات، خصوصًا بالنسبة للفنادق المصنفة التي تستقبل المنتخبات والوفود الرسمية.
غير أن الانتعاش لا يقتصر على هذا الصنف، إذ تشمل الحركة السياحية أيضًا الفنادق غير المصنفة، بفضل تنقل الجماهير بين المدن، ورواج السياحة الداخلية المصاحبة للتظاهرات الرياضية.
ويعتبر فاعلون في المجال أن هذه المرحلة تمثل محطة تقييم عملي لجودة الخدمات الفندقية، واختبارًا ميدانيًا للكشف عن مكامن الخلل وفرص التطوير، استعدادًا للاستحقاقات العالمية المقبلة، التي تتطلب مراجعة شاملة لمنظومة العمل الفندقي.
وأشار مهنيون إلى أن التحدي الحقيقي لا يرتبط فقط بالبنيات التحتية، بل يمتد إلى تأهيل الموارد البشرية، وتغيير العقليات داخل القطاع، مؤكدين أن الاكتفاء بالحد الأدنى من الخدمة لم يعد كافيًا في ظل طموح المملكة إلى ترسيخ موقعها كوجهة رياضية وسياحية ذات معايير دولية.









Comments - قطاعات الخدمات بالمغرب ترفع جاهزيتها تحضيرًا لكأس إفريقيا واستحقاقات عالمية. :
Sorry Comments are closed