مناورات عسكرية مغربية-فرنسية تُجدد الشراكة الاستراتيجية

طاقم الجريدة3 نوفمبر 2025
طاقم الجريدة
أخبار
مناورات عسكرية مغربية-فرنسية تُجدد الشراكة الاستراتيجية

شطاري نيوز 

شهدت العلاقات العسكرية بين المغرب وفرنسا خلال الأيام الماضية مرحلة جديدة من التعاون المتقدم، مع انطلاق مناورات “Chebec 2025” البحرية في مياه ميناء طولون الفرنسي.

وأبرزت المناورات مشاركة الفرقاطة المغربية محمد السادس، التي رست في الميناء يوم الجمعة، في مشهد يعكس مستوى الثقة المتبادلة والتنسيق العملياتي بين البحريتين المغربية والفرنسية.

وتعد “Chebec 2025” النسخة الحادية والثلاثين من سلسلة مناورات بدأت منذ عقود، ووصفت القيادة البحرية الفرنسية في المتوسط والبحر الأسود (CECMED) هذه التمارين بأنها رمز للصداقة المتجذرة والتعاون الدائم بين القوات البحرية للبلدين.

ويأتي هذا التمرين البحري بعد أسابيع قليلة من مناورات برية مشتركة بعنوان “شرقي”، التي جرت في منطقة تافيلالت المغربية خلال شهر شتنبر، بمشاركة وحدات برية فرنسية ومغربية في سيناريو لمحاكاة التصدي لأي تهديد يستهدف وحدة التراب المغربي.

ويعكس تتابع هذه المناورات، البحرية والبرية، تحولاً نوعياً في مستوى التنسيق العسكري بين الرباط وباريس، بعد فترة من الفتور الدبلوماسي الذي ميز علاقاتهما خلال العامين الماضيين.

ويرى مراقبون أن هذه المناورات تحمل أبعاداً استراتيجية مزدوجة: فهي تؤكد من جهة ثقة فرنسا في قدرات المغرب العملياتية، ومن جهة أخرى ترسل رسالة واضحة إلى الأطراف الإقليمية التي قد تسعى لتقويض الشراكة الثنائية، خصوصاً بعد تعزيز المغرب لتعاونه العسكري مع الولايات المتحدة.

ولا يمكن فصل هذه التطورات عن المكانة الجديدة التي بات يحتلها المغرب في معادلة الأمن الإقليمي لغرب المتوسط. فالمملكة، بفضل حداثة عتادها البحري وتعدد شراكاتها الدولية، أصبحت قوة محورية في تأمين الممرات البحرية ومكافحة التهديدات العابرة للحدود، من الإرهاب إلى التهريب والهجرة غير النظامية.

كما تؤكد مشاركة المغرب المتزامنة في مناورات مع الولايات المتحدة قبالة سواحل الحسيمة، ثم مع فرنسا في مياه طولون، تنوع تحالفاته وقدرته على إدارة توازنات دقيقة دون الانحياز لأي محور.

ويجمع مراقبون على أن “Chebec 2025” ليست مجرد تمرين روتيني، بل رسالة سياسية مزدوجة تعلن عن عودة التنسيق العسكري بين الرباط وباريس إلى مستوياته الطبيعية، وربما إلى مرحلة أعمق وأكثر استراتيجية.

وبينما تواصل الفرقاطة محمد السادس مهمتها إلى جانب نظيراتها الفرنسية، يتأكد أن المغرب لم يعد مجرد شريك ثانوي، بل أصبح فاعلاً إقليمياً صاعداً يعيد تشكيل موازين القوة في المنطقة، بخطوات محسوبة ولغة دبلوماسية هادئة لكنها حاسمة.


Warning: Division by zero in /home/chtarinews/public_html/wp-includes/comment-template.php on line 1532

Comments

Sorry Comments are closed

Type a small note about the comments posted on your site (you can hide this note from comments settings)
    تنبيه
    error: Content is protected !!