شطاري نيوز
عاد عبد الإله ابن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية إلى الواجهة بخروج إعلامي لافت ليلة البارح، في لحظة سياسية واجتماعية دقيقة تمر بها البلاد، فقد تزامن ظهوره مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية التي يقودها شباب من جيل جديد يرفع شعارات تطالب بالكرامة وإصلاح قطاعات الصحة والتعليم ومحاربة الفساد، هذا الخروج فتح نقاشا واسعا حول خلفياته وتوقيته وحول ما إذا كان نابعا من غيرة حقيقية على مستقبل الوطن أو محاولة للعودة إلى دائرة الضوء وركوب موجة الغضب الاجتماعي.
الخطاب الذي تبناه ابن كيران لم يخل من رسائل واضحة للدولة وللرأي العام، فمن جهة شدد على أهمية الإصغاء إلى مطالب الشارع والبحث عن حلول جادة عبر الحوار والمؤسسات، ومن جهة أخرى حرص على تذكير قواعد حزبه بأن الحزب ما زال يمتلك القدرة على قراءة الواقع والتفاعل مع التحولات الجارية، هذه الازدواجية في الخطاب جعلت الكثير من المتابعين يعتبرون أن الرجل يسعى في الوقت نفسه إلى الدفاع عن الوطن واستعادة مكانته السياسية التي تراجعت بعد الهزيمة الانتخابية سنة 2021.
تحليل السياق يظهر أن خروج ابن كيران لا يمكن أن يُفصل عن حالة الاحتقان الاجتماعي الراهنة، فالمغرب يعيش مرحلة دقيقة تبرز فيها مطالب ملحة لإصلاحات عميقة، في وقت يجد فيه المشهد الحزبي صعوبة في تقديم مبادرات قوية وواقعية، لذلك فإن حضور ابن كيران يعكس هشاشة التوازنات الحزبية ويكشف عن استمرار تأثيره السياسي رغم تراجع حزبه.
يبقى السؤال اليوم هل يشكل هذا الخروج مجرد رد فعل ظرفي على موجة الاحتجاجات أم أنه مقدمة لتحرك سياسي أوسع يعيد العدالة والتنمية إلى قلب المعادلة، وفي كل الأحوال فإن عودة ابن كيران إلى النقاش العمومي في هذه اللحظة الحساسة تؤكد أن المغرب يقف أمام مرحلة مفصلية حيث تتقاطع المطالب الاجتماعية بالرهانات السياسية ويظل الرهان الأساسي هو إيجاد حلول حقيقية تعيد الثقة بين الدولة والمجتمع.









Comments - ابن كيران يعود إلى الواجهة بخروج إعلامي مثير للجدل :
Sorry Comments are closed