استطلاع رأي: جودة التعليم والصحة في صلب انتظارات المغاربة خلال 2025.

شطاري نيوز:

كشف استطلاع وطني حديث أن قضايا التعليم الجيد، والولوج العادل إلى خدمات صحية ذات جودة، وتوفير فرص الشغل، إلى جانب توسيع مشاركة المواطنين في اتخاذ القرار العمومي، تتصدر سلم أولويات وانتظارات المغاربة خلال سنة 2025. كما أبرز الاستطلاع مواقف لافتة لمغاربة العالم، عبّروا فيها عن رغبتهم في ارتباط أقوى بالوطن، مقرونة بشروط تتعلق بالحكامة والديمقراطية.

وشمل هذا الاستطلاع آراء ما يقارب 2400 مشارك من مختلف جهات المملكة الاثنتي عشرة، موزعين على عشرات المدن والقرى، إضافة إلى مقابلات نوعية مع أفراد من الجالية المغربية بالخارج، بهدف استجلاء تصوراتهم حول واقع البلاد وآفاقها المستقبلية.

وتُظهر نتائج الاستطلاع أن فئات الشباب تشكل النسبة الأكبر من المستجوبين، إلى جانب أجراء ورواد أعمال وشباب غير مندمجين في مسارات التكوين أو الشغل، ما أتاح قراءة متعددة الزوايا لتطلعات المجتمع المغربي.

التعليم والشغل والصحة في صدارة المطالب

وأبرز المشاركون أن إصلاح منظومة التعليم يشكل أولوية قصوى، في ظل ما عبّروا عنه من قلق بشأن ضعف البنيات التحتية، وعدم ملاءمة المناهج التعليمية لحاجيات سوق الشغل، واستمرار الفوارق بين المجالين الحضري والقروي. ودعا المستجوبون إلى مدرسة حديثة، دامجة ومحفزة على الإبداع، قادرة على تعزيز قابلية التشغيل والمساهمة في التحول الاجتماعي والاقتصادي.

وفي ما يتعلق بالشغل، أظهر الاستطلاع أن البطالة وعدم الاستقرار المهني يمثلان هاجسًا حقيقيًا، خصوصًا لدى الشباب، الذين يطالبون بفرص عمل لائقة ومستقرة، إلى جانب آليات فعالة لدعم المبادرات المقاولاتية وتيسير الولوج إلى التمويل.

أما في قطاع الصحة، فقد عبّر المشاركون عن انتقادات متكررة تتعلق بضعف الخدمات، والتفاوت المجالي، ونقص الاهتمام بالصحة النفسية، مطالبين بمنظومة صحية قريبة من المواطنين، شاملة، ومرتكزة على الوقاية والعلاج والدعم النفسي، باعتبار الصحة حقًا أساسيا وركيزة للرفاه الفردي والجماعي.

مشاركة أوسع في القرار العمومي

وعلى مستوى تدبير الشأن العام، أشار الاستطلاع إلى شعور واسع بالإقصاء من آليات اتخاذ القرار، خاصة لدى فئة الشباب، الذين طالبوا بإحداث قنوات مؤسساتية جديدة، من قبيل المجالس الشبابية، والميزانيات التشاركية، والمنصات الرقمية للتشاور، بما يعزز الثقة في العمل العمومي ويكرس المشاركة المواطنة.

مغاربة العالم: العودة مشروطة بالحكامة

وفي ما يخص مغاربة العالم، كشفت النتائج عن سقف مرتفع من التطلعات المرتبطة بالحكامة والديمقراطية، متأثرة بتجاربهم في بلدان الإقامة. وأكد المشاركون من الجالية أن محاربة الفساد، وفصل السلط، واستقلالية القضاء، وشفافية الانتخابات تشكل شروطًا أساسية لتعزيز ارتباطهم بالوطن.

كما عبّروا عن استيائهم من اختزال دورهم في بعده الاستثماري فقط، دون الاعتراف بهم كمواطنين فاعلين كاملين في الحياة العامة. وأبدى العديد منهم استعدادًا للعودة إلى المغرب للعمل أو الاستثمار، شريطة توفر بيئة قائمة على الكفاءة والاستحقاق، وإجراءات إدارية مبسطة، ورقمنة فعالة، إلى جانب برامج خاصة لتشجيع عودة الكفاءات.

وسجل مغاربة العالم أن جودة التعليم والخدمات الصحية تعد عاملًا حاسمًا في قرار العودة، مؤكدين تطلعهم إلى منظومة تعليمية عمومية حديثة، وتكافؤ حقيقي للفرص، إضافة إلى نظام صحي يوفر خدمات ذات جودة عالية، ويحترم كرامة المرضى ويضمن العدالة في الولوج.