تجديد الثقة في ولاة وعمال الأقاليم الجنوبية.. تثمين للكفاءات واستمرار لمسار التنمية

شطاري نيوز 

في خطوة تؤكد الرؤية الملكية الرامية إلى ترسيخ الحكامة الترابية وتثمين الكفاءات التي راكمت خبرة ميدانية في تدبير شؤون الأقاليم الجنوبية، جدد جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الثقة في ولاة وعمال الجهات الثلاث للأقاليم الجنوبية للمملكة، وذلك في إطار الحركة الواسعة للتعيينات التي همّت عدداً من المناصب الترابية والإدارية العليا.

يعكس هذا القرار الملكي حرص المؤسسة الملكية على ضمان استمرارية تنفيذ النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي أُطلق سنة 2015 بمدينة العيون، والمبني على مبادئ الحكامة الجيدة، والعدالة المجالية، وربط المسؤولية بالمحاسبة.

وقد أبان الولاة والعمال المعنيون عن كفاءة عالية في تنزيل المشاريع المهيكلة، ومواكبة الاستثمارات الكبرى التي تعرفها الجهات الثلاث: العيون – الساقية الحمراء، الداخلة – وادي الذهب، وكلميم – واد نون.

وخلال السنوات الأخيرة، شهدت الأقاليم الجنوبية طفرة تنموية غير مسبوقة شملت مختلف المجالات من بنية تحتية، وطاقات متجددة، وصيد بحري، ولوجستيك، وسياحة، وتعليم عالٍ، فقد تحولت العيون إلى قطب حضري متكامل يحتضن كبريات المؤسسات الجهوية والوطنية، بينما تواصل الداخلة ترسيخ مكانتها كبوابة بحرية إفريقية ومركز اقتصادي صاعد، في حين تشهد كلميم دينامية اقتصادية واجتماعية متواصلة مدعومة بمشاريع مهيكلة موجهة لتحسين جودة العيش.

إن تجديد الثقة في الولاة والعمال بهذه الجهات ليس مجرد إجراء إداري، بل هو رسالة دعم وتقدير من جلالة الملك للمجهودات المبذولة في خدمة الوطن والمواطنين، ودعوة صريحة لمواصلة العمل بنفس الروح والمسؤولية في أفق تنزيل الجيل الثاني من المشاريع الملكية الكبرى، كما يعكس هذا التوجه ثبات الدولة المغربية على نهجها القائم على الاستقرار المؤسساتي، وتعزيز اللامركزية والجهوية المتقدمة باعتبارها رافعة أساسية لترسيخ الوحدة الترابية للمملكة.

وبينما تستعد المملكة للاحتفال بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، يأتي هذا القرار الملكي ليجدد العزم على مواصلة البناء التنموي بالأقاليم الجنوبية، باعتبارها رمزا للوحدة الوطنية ومجالا خصبا للاستثمار في الإنسان والمجال، وتتطلع الساكنة المحلية، من خلال هذه الثقة المتجددة، إلى مواصلة تنزيل المشاريع الكبرى، وتعزيز العدالة المجالية، ودعم المبادرات الشبابية، بما ينسجم مع الرؤية الملكية السديدة لمغرب الجهات المتوازنة والمتضامنة.