احتجاجات المغرب بين جيل Z والأجيال السابقة: صرخة جديدة للمستقبل

شطاري نيوز 

تشهد المغرب في الأيام الأخيرة موجة احتجاجات سلمية في مختلف المدن، يشارك فيها شباب من جيل Z إلى جانب أجيال أخرى، مطالبين بتحسين ظروف الحياة وضمان حقوقهم في التعليم والصحة والعمل. وتبرز هذه التحركات الاجتماعية وعي الشباب المتزايد بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية، وقدرتهم على التعبير عن مطالبهم بطرق مبتكرة تجمع بين التظاهر في الشوارع والحضور الرقمي المكثف عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

جيل Z هو مصطلح يطلق على الشباب الذين ولدوا بين منتصف التسعينيات وبداية العقد الثاني من القرن الحالي. ويتميز هؤلاء بقدرتهم على التكيف مع التكنولوجيا والانفتاح على المعلومات، ما يجعل صوتهم يصل بسرعة ويترك أثراً على الرأي العام. ويختلف جيل Z عن الأجيال السابقة مثل جيل الألفية أو جيل X، الذين اعتمدوا في تحركاتهم على أساليب تقليدية أكثر، من قبيل الاعتصامات الرسمية والنقابية، بينما يدمج الشباب اليوم بين الفعل الميداني والتأثير الرقمي لإيصال مطالبهم.

الاحتجاجات الحالية تتنوع مطالبها بين تحسين جودة التعليم وضمان حق الجميع في الصحة، وخلق فرص عمل للشباب، ومحاربة التفاوت الاجتماعي والاقتصادي بين المدن والمناطق. وقد لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دوراً محورياً في نقل الوقائع، وتنظيم المشاركين، وتسليط الضوء على التحديات اليومية التي تواجه المواطنين.

تظهر هذه التحركات كيف يمكن للأجيال المختلفة أن تتلاقى حول أهداف مشتركة، رغم اختلاف أساليبهم وتجاربهم. فجيل Z لا يعمل بمعزل عن المجتمع، بل يشكل مع باقي الأجيال شبكة ضغط متكاملة تهدف إلى تحقيق تغيير ملموس. ويبدو أن هذه الاحتجاجات تمثل بداية مرحلة جديدة من المشاركة المدنية في المغرب، حيث تتلاقى المطالب التقليدية مع أدوات التكنولوجيا الحديثة لصياغة صوت موحد يعبر عن تطلعات المواطنين نحو مستقبل أفضل.