شطاري نيوز
ألقى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، خطابًا ساميًا بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش، حمَل في طياته رسائل سياسية واضحة ومضامين استراتيجية تستحق التوقف عندها، سواء على مستوى الخيارات الكبرى للدولة أو في ما يخص العلاقة بين المؤسسة الملكية والمواطن، وكذا التوجهات الإقليمية والدولية للمملكة.
🔹 أولاً: تعميق البعد الاجتماعي للدولة
جاء الخطاب ليؤكد على الاستمرارية في البعد الاجتماعي للدولة، من خلال التركيز على تنزيل ورش الحماية الاجتماعية وتوسيع التغطية الصحية، إضافة إلى الاهتمام بالمجالات الحيوية التي تمس حياة المواطن اليومية كالصحة والتعليم والتشغيل.
وهذا يُبرز حرص المؤسسة الملكية على أن تبقى الدولة راعية للعدالة الاجتماعية ومحاربة الهشاشة والفوارق المجالية، وهو توجه يُشكّل امتدادًا لخطابات سابقة حول “الدولة الاجتماعية”.
🔹 ثانيًا: تعزيز ثقة المواطن في المؤسسات
كان من اللافت في خطاب العرش لهذه السنة، التشديد على ضرورة إعادة بناء الثقة بين المواطن والإدارة والمؤسسات المنتخبة، والدعوة الصريحة إلى تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة.
هذه الرسالة تعكس قلقًا مشروعًا من الفتور القائم بين المواطن والمؤسسات الوسيطة، وتحميلًا ضمنيًا للطبقة السياسية مسؤولية ضعف التأطير والتواصل.
🔹 ثالثًا: إشارات قوية إلى الجهوية والعدالة المجالية
لم يغب عن الخطاب التأكيد على ضرورة مواصلة تنزيل النموذج التنموي الجديد في بُعده الترابي، بما يُعزز من تموقع الجهات كفاعلين أساسيين في التنمية. وهنا يظهر حرص جلالته على تحقيق توازن تنموي شامل يراعي الخصوصيات الجهوية ويوسع قاعدة المشاركة في القرار المحلي.
🔹 رابعًا: البُعد الإقليمي والدولي للمغرب
من الجانب الجيوسياسي، حافظ الخطاب على نبرته المتزنة، حيث جدد التأكيد على ثوابت السياسة الخارجية للمغرب المبنية على الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في شؤون الغير، والدفاع عن السيادة الوطنية، مع التلميح إلى استمرار المغرب في تعزيز حضوره الإفريقي والدفاع عن وحدته الترابية في المحافل الدولية.
وقد جاء ذلك في انسجام تام مع التحركات الدبلوماسية المغربية خلال العام الجاري.
🔹 خامسًا: تجديد العلاقة بين الملك والشعب
لم يخلُ الخطاب من إشارات رمزية إلى الرابطة القوية التي تجمع جلالة الملك بالشعب المغربي، وهو ما جسدته لغة القرب والصدق التي خاطب بها المواطنين، مؤكدًا على أن “خدمة المواطن تظل هي الغاية والهدف الأسمى لكل السياسات العمومية”.
—
🔻 خلاصة تحليلية
يمكن القول إن خطاب الذكرى 26 لعيد العرش جاء خطابًا تقييمياً وتوجيهياً في آن واحد، أعاد التأكيد على الثوابت الوطنية، وفتح المجال لتصحيح الأعطاب المؤسساتية، مع توجيه البوصلة نحو أولويات واضحة: العدالة الاجتماعية، ربط المسؤولية بالمحاسبة، الإنصاف المجالي، والتحصين السيادي.
الخطاب يُعدّ بمثابة خارطة طريق للمرحلة المقبلة، داعيًا كل الفاعلين السياسيين والمؤسساتيين إلى الارتقاء إلى مستوى الانتظارات الملكية والمجتمعية، وعدم الاتكاء على التبرير أو التراخي، في ظرفية وطنية ودولية دقيقة.









Comments - 🟩 خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى 26 لعيد العرش :
Sorry Comments are closed