العيون تهتز على وقع العثور على ثلاث جثث في أقل من 24 ساعة: مؤشرات مقلقة وظاهرة تحتاج قراءة عميقة

شطاري نيوز 

شهدت مدينة العيون، كبرى مدن الأقاليم الجنوبية، يوماً صادماً بعد العثور على ثلاث جثث في أقل من 24 ساعة يوم أمس الاثنين ، في أحداث متفرقة أثارت قلق الساكنة وأعادت إلى الواجهة نقاشاً مجتمعياً حول تصاعد مظاهر الهشاشة الاجتماعية والنفسية بالمنطقة. فقد تم العثور أولاً على جثة رجل يُرجح أنه أنهى حياته في حادث انتحار مأساوي، بينما سجلت حالة ثانية تمثلت في وفاة امرأة عُثر عليها داخل منزلها في ظروف ما تزال غامضة، في حين شكل اكتشاف جثة متشرد قرب إحدى محطات البنزين صدمة إضافية لسكان المدينة.

ورغم أن هذه الوقائع قد تبدو منفصلة من حيث التفاصيل، إلا أن تزامنها في فترة زمنية وجيزة يثير علامات استفهام عميقة حول التحولات الاجتماعية التي تعرفها مدينة العيون والمناطق الجنوبية عموماً. فارتفاع حالات الانتحار، وتزايد أعداد المتشردين، إلى جانب العزلة الاجتماعية التي تعانيها بعض الفئات، كلها مؤشرات على هشاشة نفسية واقتصادية تستدعي الانتباه والمعالجة.

ويؤكد عدد من المتتبعين والباحثين في العلوم الاجتماعية أن مثل هذه الحالات لا يمكن فصلها عن الضغوط الاقتصادية والبطالة وغياب الدعم النفسي وضعف الروابط الاجتماعية. وفي مدينة تعرف نمواً عمرانياً واقتصادياً متسارعاً مثل العيون، تظل المفارقة قائمة بين الدينامية التنموية التي تعيشها من جهة، والهشاشة الفردية لبعض الفئات من جهة أخرى، وهو ما يعكس الحاجة الملحة إلى سياسات اجتماعية أكثر شمولية.

إن هذه الحوادث تضع على عاتق السلطات المحلية والهيئات المنتخبة والفاعلين المدنيين مسؤولية كبرى لتقوية آليات الرعاية الاجتماعية وتوفير الدعم النفسي ومراكز الإيواء للفئات الهشة، فضلاً عن نشر ثقافة الوقاية من الانتحار وتعزيز قنوات الاستماع والمواكبة. فهي ليست مجرد وقائع معزولة، بل رسائل مقلقة تدق ناقوس الخطر وتدعو إلى مقاربة متعددة الأبعاد تراعي الجانب الاجتماعي والنفسي جنباً إلى جنب مع الاهتمام بالتنمية الاقتصادية، حتى لا تتحول مثل هذه الحوادث إلى ظاهرة مقلقة تمس النسيج المجتمعي بالمدينة.