شطاري نيوز
تفيد معطيات منسوبة لوثائق استخباراتية فرنسية مسرّبة بأن موريتانيا كانت هدفاً لمخطط معقّد، يقوم على محاولة اختراق المشهد السياسي الداخلي عبر استقطاب شخصيات موريتانية في الخارج، بهدف إحداث تغيير مفاجئ في موازين السلطة. وبحسب تلك المعطيات، كان الهدف النهائي هو إعلان كيان انفصالي مرتبط بالبوليساريو في شمال غربي البلاد فور حدوث الاضطراب المطلوب، وهو ما كان سيقود إلى وضع إقليمي بالغ الحساسية ويغيّر توازنات الساحل بشكل جذري.
تعاملت السلطات الموريتانية مع هذه المعلومات بحزم، إذ بادرت إلى تنفيذ تغييرات إدارية وإجراءات تدقيق أمني واسعة، وفتح مسارات للتحقيق في الجهات التي قد تكون لها صلة بهذه التحركات. وقد عكس هذا النهج إدراكاً رسمياً لمخاطر الحرب الهجينة التي باتت اليوم إحدى أبرز أدوات الصراع الإقليمي، حيث تُستخدم وسائل الاختراق السياسي والمعلوماتي لخلخلة استقرار الدول دون حاجة إلى المواجهة المباشرة.
تحمل هذه التطورات دلالات استراتيجية عديدة، أبرزها أنّ موريتانيا تتجه نحو تعزيز مقاربتها الأمنية الاستباقية في مواجهة التهديدات المتحوّلة، وأن بعض الأطراف الإقليمية تسعى إلى استثمار الفراغات الاستراتيجية لإعادة صياغة تأثيرها داخل منطقة الساحل. وفي المقابل، تظهر بوضوح أهمية التوازنات التي تحكم علاقات المنطقة، خصوصاً أن استقرار موريتانيا يُعد عنصراً أساسياً في معادلة الأمن الإقليمي، بالنظر إلى موقعها المحوري وصلتها المباشرة بمحيطها المغاربي والساحلي.
وتكشف هذه القضية، في مجملها، أن التنافس في الساحل تجاوز الأدوات الدبلوماسية التقليدية، وأصبح يعتمد على أساليب أكثر تعقيداً، من بينها الاختراق السياسي والصراع المعلوماتي. وعلى ضوء الإجراءات التي اتُّخذت، وجهت موريتانيا رسالة واضحة مفادها أنّ السيادة الوطنية غير قابلة للمساومة، وأن أي محاولة لزعزعة استقرارها ستقابل بردّ صارم يحفظ أمن الدولة ووحدة مؤسساتها.









Comments - انقلاب الظل: معطيات تتحدث عن إحباط موريتانيا لمحاولة استهداف استقرارها الداخلي :
Sorry Comments are closed