شطاري نيوز
في مشهد يعيد إلى الأذهان “مسيرة آيت بوكماز” الأخيرة، شهدت مدينة الفنيدق، يوم السبت، محاولة اقتحام جماعية لمدينة سبتة المحتلة من طرف عشرات الشباب والمراهقين المغاربة، في واقعة تعكس حجم الاحتقان الاجتماعي المتزايد، وتطرح أسئلة حارقة حول فعالية النموذج التنموي الجديد وشعار “الدولة الاجتماعية”.
فوجئت السلطات المحلية والأمنية بتجمّع غير مألوف لعشرات القاصرين والشباب القادمين من أحياء هامشية ومدن مجاورة، حيث تكدسوا قرب المعبر الحدودي في محاولة لاجتيازه نحو سبتة المحتلة. ورغم التدخلات الأمنية المكثفة، فقد تمكن عدد منهم من التسلل إلى داخل المدينة، ما استدعى تعزيزات أمنية إسبانية مكثفة لمنع تكرار سيناريو 2021.
وتأتي هذه المحاولة في سياق اجتماعي واقتصادي مضطرب، إذ تعكس الحادثة هشاشة فئات واسعة من الشباب المغربي، وتكشف عن فجوة عميقة بين الخطاب الرسمي الذي يروّج لدولة الحماية والرعاية الاجتماعية، وواقع البطالة والتهميش وانعدام الأفق الذي يدفع مراهقين إلى خوض مغامرة غير محسوبة العواقب.
فلا يمكن قراءة هذه التحركات الجماعية المعزولة دون الوقوف على رمزية توقيتها ومكانها. فبينما تدعو الحكومة إلى ترسيخ ركائز “الدولة الاجتماعية”، يسعى شباب من الهامش إلى مغادرة الوطن عبر سلوك طرق محفوفة بالمخاطر، في رسالة مشحونة باليأس إلى من يهمهم الأمر.
فهذه الحوادث المتكررة تثير أسئلة جدية حول مدى قدرة الدولة على تنزيل حقيقي وعادل لمبادئ “الدولة الاجتماعية” التي وعد بها النموذج التنموي الجديد. كما تعيد إلى الواجهة قضية العدالة المجالية، وضرورة الاستثمار الفعلي في التعليم والتكوين والتشغيل، كبديل واقعي للهجرة السرية.









Comments - “مسيرة سبتة”.. موجة جديدة من الهجرة السرية تضرب شعار “الدولة الاجتماعية” :
Sorry Comments are closed