مشروع القرار الأمريكي حول الصحراء يعزز الموقف المغربي ويضغط على الجزائر والبوليساريو

شطاري نيوز

قدّمت الولايات المتحدة الأمريكية إلى مجلس الأمن الدولي مشروع قرار جديدًا بخصوص قضية الصحراء المغربية، يتبنى بوضوح المقترح المغربي للحكم الذاتي كحل واقعي وعملي للنزاع، في خطوة تعكس توجّهًا متزايدًا داخل المجلس نحو دعم الموقف المغربي وتعزيز مسار التسوية السياسية تحت مظلة الأمم المتحدة.

ووفقًا لمعطيات حصل عليها موقع يابلادي، فإن النسخة الأولية لمشروع القرار تؤكد أن “الحكم الذاتي الحقيقي تحت السيادة المغربية هو الحل الأكثر ملاءمة”، كما تدعو جبهة البوليساريو إلى العودة إلى طاولة المفاوضات على أساس المقترح المغربي، باعتباره الإطار الوحيد القادر على تحقيق تسوية مقبولة من جميع الأطراف.

تأكيد على مسار دي ميستورا وجدولة زمنية واضحة

ويشير نص المشروع إلى إشادة مجلس الأمن بالجهود التي يقودها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، الذي دعا خلال عرضه المغلق أمام المجلس في 10 أكتوبر، إلى استئناف المفاوضات الرباعية بين المغرب والجزائر والبوليساريو وموريتانيا قبل نهاية عام 2025.

كما يوصي مشروع القرار الأمريكي بتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) إلى غاية 31 يناير 2026، محددًا بذلك جدولًا زمنيًا صارمًا لاستئناف العملية السياسية والتوصل إلى حل نهائي قبل انتهاء ولاية البعثة، في محاولة لزيادة الضغط على الجزائر والبوليساريو للتفاعل بشكل بنّاء مع جهود الأمم المتحدة.

رهان جزائري على الفيتو الروسي amid توتر العلاقات

في المقابل، تراهن الجزائر وجبهة البوليساريو على إمكانية لجوء روسيا إلى استخدام حق النقض (الفيتو) ضد المشروع الأمريكي، في ظل ما تعتبره انحيازًا واضحًا للمغرب. غير أن هذا الرهان يبقى محفوفًا بالمخاطر، خاصة في ظل التوترات الدبلوماسية المتزايدة بين الجزائر وموسكو خلال الأشهر الأخيرة.

وقد زادت حدة هذه التوترات مؤخرًا عقب تصريحات لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حول “الحدود المصطنعة للجزائر”، وهي تصريحات أثارت استياء واسعًا داخل الأوساط السياسية والإعلامية الجزائرية، دون صدور رد رسمي لتجنّب تأزيم العلاقات مع موسكو.

توافق غربي متزايد

ويُخضع المشروع الأمريكي حاليًا للنقاش داخل ما يُعرف بـ”نادي أصدقاء الصحراء الغربية”، الذي يضم الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وروسيا، إضافة إلى إسبانيا بصفتها القوة الاستعمارية السابقة للمنطقة. ويبدو أن التنسيق بين واشنطن وباريس ولندن يسير في اتجاه تكريس مبادرة الحكم الذاتي كقاعدة أساسية لأي مفاوضات مقبلة، بما يضع الجزائر والبوليساريو أمام واقع دبلوماسي جديد يحدّ من هامش المناورة ويعزز الطرح المغربي على الساحة الدولية.