بين الإهمال العمومي وجشع الخواص.. مستشفى الحسن بن المهدي بالعيون ومستشفى الحسن الثاني بأكادير تحت مجهر الغضب الشعبي

شطاري نيوز 

يعيش قطاع الصحة في الأقاليم الجنوبية أزمة خانقة باتت تتجسد بوضوح في المستشفى الجهوي الحسن بن المهدي بالعيون، الذي لم يعد يلقب بين الساكنة إلا بـ”مستشفى الموت”، نتيجة الإهمال الكبير وغياب الأدوية ونقص الموارد البشرية والتجهيزات الأساسية. شهادات كثيرة لمواطنين تكشف عن معاناة يومية داخل هذه المؤسسة، حيث يغيب الاستقبال اللائق، وتتعطل المعدات، وتفشل أقسام المستشفى في الاستجابة للحالات المستعجلة. الأخطر أن العديد من المرضى يتم توجيههم بشكل غير مباشر إلى المصحات الخاصة بالمدينة، حيث يعمل بعض الأطباء أنفسهم، في صورة صارخة عن تضارب المصالح وترك المواطن يواجه مصيره بين ضعف الخدمات العمومية وجشع القطاع الخاص.

الوضع لا يختلف كثيراً في مستشفى الحسن الثاني بأكادير، الذي يشهد بدوره اكتظاظاً كبيراً واختلالات في التسيير وغياب الموارد الطبية الكافية، ما دفع مواطنين إلى الخروج في وقفة احتجاجية أمام بوابته للتنديد بما وصفوه بالكارثة الصحية. هذه الوقفة فتحت الباب أمام تساؤل مشروع: هل ستشهد مدينة العيون وعياً مماثلاً وخروجاً للاحتجاج ضد الوضع الذي يعرفه “مستشفى الموت”، أم سيظل الأمر على حاله في ظل صمت الساكنة؟

الواقع أن المواطن اليوم أصبح مقهوراً في صحته وفي جيبه على حد سواء. المصحات الخاصة تستنزف جيوب الأسر بأسعار مرتفعة في الفحوصات والعلاجات، والمستشفيات العمومية، التي تحمل أسماء ملوك علويين كان من المفترض أن تكون نموذجية وواجهة للرعاية الصحية بالمغرب، أصبحت تعكس صورة معاكسة تماماً. هذا التناقض يسيء لرمزية تلك المؤسسات الصحية ويرهن حق المغاربة الدستوري في العلاج الكريم والمجاني.

إن ما يحدث يستدعي تدخلاً عاجلاً وحازماً لوضع حد لهذا التسيب، والتحقيق في مظاهر الفوضى وتداخل المصالح بين القطاعين العام والخاص. ومن هذا المنبر يناشد المواطنون جلالة الملك محمد السادس نصره الله، بصفته الضامن للحقوق والحريص على كرامة شعبه، للتدخل العاجل من أجل إنقاذ الوضع الصحي في العيون وأكادير وباقي الجهات، وإعادة الاعتبار للمستشفى العمومي حتى يستعيد دوره الحقيقي كملاذ للفقراء والمحتاجين.