معايير جديدة لولوج الماستر: نحو شفافية أكبر وانتقاء أكثر موضوعية

شطاري نيوز

تستعد الجامعات المغربية لاعتماد صيغة جديدة في عملية انتقاء الطلبة الراغبين في متابعة دراستهم بسلك الماستر، وذلك في إطار توجه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار إلى إرساء معايير أكثر وضوحاً وموضوعية، والحد من الطابع التقديري الذي ظل يثير نقاشاً في السنوات الماضية.

فقد كشف الكاتب العام للوزارة، في تصريح إعلامي، أن المقترحات الجاري تداولها تقوم على منظومة تقييم تعتمد أساساً على المسار الأكاديمي للطالب، مع إمكانية إدراج مقابلة شفوية بنسبة محدودة في بعض المسالك.

محددات الانتقاء الأكاديمي

المعايير الأساسية التي سيُحتكم إليها في المرحلة الأولى تتوزع على عدة مؤشرات موضوعية، من أبرزها:

• مدة الحصول على شهادة الإجازة، بحيث يمنح امتياز للطلبة الذين أتموا دراستهم في ثلاث سنوات.
• المعدل العام للإجازة باعتباره مقياساً لتراكم الأداء الأكاديمي.
• عدد الميزات المحصل عليها خلال سنوات الدراسة (مستحسن، حسن، حسن جداً، ممتاز).
• النقط المحصل عليها في الوحدات التخصصية ذات الصلة بمجال الماستر.
• مدى تقارب تخصص الإجازة مع تخصص الماستر المرغوب فيه.

ويجري تنقيط هذه العناصر على سلم من 20 نقطة، لتشكل قاعدة الانتقاء الأولي، مع إمكانية إضافة معايير أخرى حسب خصوصية كل مسلك.

المقابلة الشفوية: من الاستثناء إلى آلية مكملة

الجديد في المقترحات يتمثل في إدماج المقابلة الشفوية، لكن مع تقنين وزنها داخل المعدل النهائي، حيث ستخصص:

• %75 للمعايير الأكاديمية.
• %25 للمقابلة الشفوية، التي تهدف إلى قياس القدرات التواصلية والمعرفية، ومدى انسجام مشروع الطالب مع أهداف التكوين.

وبذلك تظل الغلبة للمعايير الأكاديمية، فيما تشكل المقابلة أداة مساعدة للجان الانتقاء دون أن تطغى على النتيجة النهائية.

مسالك خاصة بالموظفين

من بين المستجدات التي يجري الإعداد لها أيضاً إحداث مسالك ماستر بتوقيت ميسر موجهة للموظفين والأجراء، الأمر الذي من شأنه تخفيف الضغط على المسالك العادية ورفع الطاقة الاستيعابية للجامعات.

قراءة بيداغوجية وتنظيمية

هذه الصيغة الجديدة تعكس سعي الوزارة إلى الموازنة بين منطق الاستحقاق الأكاديمي المبني على النقط والميزات، وبين ضرورة تقييم القدرات الشخصية للطلبة. لكنها في المقابل تطرح تحدياً يتعلق بكيفية توحيد وضبط المقابلات الشفوية لتفادي التفاوت بين الجامعات والمسالك.

ويرى متتبعون أن هذه الإجراءات تمثل خطوة في اتجاه ترسيخ مبادئ الشفافية وتكافؤ الفرص، وتفرض على الطلبة المقبلين على الترشح للماستر مضاعفة الجهد على مستويين: تحسين معدلاتهم خلال الإجازة، والاستعداد لمواجهة اختبار شفوي يبرز كفاءاتهم التواصلية والتحليلية.