شطاري نيوز: هيئة التحرير
رغم المكانة المحورية التي يحتلها الإعلام المحلي في مواكبة الأوراش التنموية والدفاع عن القضايا الوطنية، تعيش المقاولات الإعلامية بجهة العيون الساقية الحمراء وضعية مالية حرجة تهدد وجودها، في ظل غياب آليات دعم حقيقية وحرمانها من فرص الإشهار التي تُمثل شريانها الحيوي.
فالصحافة الجهوية ليست مجرد منابر إخبارية، بل تعد جسراً أساسياً بين المؤسسات والمواطنين، وفضاءً يعكس نبض الشارع المحلي، ويوثق لمسار التنمية بالأقاليم الجنوبية. غير أن واقع هذه المقاولات يكشف مفارقة صارخة: إعلام يتحمل أدواراً وطنية كبرى بوسائل محدودة تكاد لا تكفي لتغطية مصاريفه اليومية.
فالوضع لم يعد يُحتمل، خاصة بعد تراكم الديون وتراجع موارد الإشهار، مقابل تزايد التكاليف التشغيلية. هذا في وقت يُنتظر فيه من الإعلام المحلي أن يواكب تنزيل النموذج التنموي الجديد، وأن يسهم في إشعاع صورة الجهة داخلياً وخارجياً.
إن استمرار هذه الأزمة يُهدد بخسارة تجربة إعلامية راكمت خبرة ميدانية في التصدي للدعاية المعادية للوحدة الترابية، وكشف الحقائق داخل مخيمات تندوف، إضافة إلى التوعية المجتمعية بقضايا الصحة والتعليم والبيئة. أي أن غيابها لا يعني فقط توقف منابر عن الصدور، بل فقدان صوت جماعي يمثل جزءاً من هوية المنطقة.
انا عن الحل فهو يمر عبر مقاربة تشاركية تجمع المجالس المنتخبة، الفاعلين الاقتصاديين، والجهات الوصية، لوضع آليات دعم شفافة تضمن استمرارية المقاولات الإعلامية، بعيداً عن منطق الريع أو الحسابات الضيقة، فالإعلام في النهاية، ليس عبئاً مالياً، بل استثماراً في التنمية والديمقراطية وتعزيز الثقة بين المواطن والدولة.
إنقاذ الصحافة الجهوية لم يعد ترفاً، بل ضرورة ملحة لحماية التعددية الإعلامية، وصيانة المكتسبات الوطنية في الأقاليم الجنوبية، وهي رسالة مفتوحة لكل المعنيين قبل فوات الأوان.









Comments - الإعلام الجهوي بالعيون.. ركيزة للتنمية تواجه خطر التهميش :
Sorry Comments are closed