شطاري نيوز: هيئة التحرير
تجد المقاولات الإعلامية بجهة العيون الساقية الحمراء نفسها اليوم في قلب أزمة مالية خانقة، تهدد استمراريتها ووجودها، وسط غياب الدعم المؤسساتي وصعوبة الحصول على موارد إشهارية، رغم ما تزخر به الجهة من أوراش كبرى واستثمارات ضخمة في مختلف القطاعات.
فاستمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى إغلاق العديد من المنابر المحلية، بعدما ظل الصحفيون يشتغلون لسنوات طويلة في ظروف صعبة، وبتضحيات جسام، دون أن يتوفروا على ضمانات مهنية أو مداخيل تضمن الحد الأدنى من الاستقرار.
الأزمة ليست معزولة عن السياق الوطني، إذ تشير تقارير مهنية إلى أن أزيد من 70% من المقاولات الإعلامية بالمغرب تواجه صعوبات بنيوية، غير أن حدة الأزمة تتضاعف في الأقاليم الجنوبية، حيث تقل فرص الإشهار ويغيب الدعم الجهوي، في وقت يُنتظر فيه من الإعلام المحلي أن يضطلع بأدوار استراتيجية.
وعلى الرغم من شح الإمكانيات، فقد نجحت هذه المؤسسات الإعلامية بالعيون في لعب أدوار حيوية، سواء في الدفاع عن الوحدة الترابية، أو في التصدي للدعاية الانفصالية المدعومة من الخارج، إلى جانب مواكبة تنزيل المشاريع التنموية وتنوير الرأي العام المحلي.
لكن صبر الإعلاميين في الجهة بدأ ينفد، وهو ما دفعهم إلى رفع صوتهم مناشدين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، باعتباره الضامن الأول لحرية الصحافة والداعم لمسار التنمية بالأقاليم الجنوبية، بالتدخل العاجل لإنقاذ ما تبقى من هذه المقاولات، وتمكينها من مقومات البقاء في وجه التحديات.
فالمطلب لا يتعلق بتحقيق أرباح أو مكاسب آنية، بقدر ما يرتبط بالحفاظ على مقومات إعلام وطني مسؤول، قادر على الاستمرار في أداء رسالته النبيلة، وحماية الساحة من فراغ إعلامي قد تملؤه أطراف خارجية بخطابات مشبوهة.
إنها صرخة استغاثة من إعلاميي العيون، لإعادة الاعتبار إلى مؤسسة الصحافة الجهوية كفاعل أساسي في معركة التنمية والدفاع عن القضايا الوطنية، في انتظار مبادرات ملموسة تنتشل هذه المقاولات من أزمتها وتعيد لها الأمل في غد أفضل.









Comments - العيون: الإعلام الجهوي بين التضحيات والأزمة.. مناشدة ملكية لإنقاذ المقاولات الجهوية :
Sorry Comments are closed