إصلاح التعليم العالي بالمغرب: نحو جامعة متجددة ومواكبة لتحولات المستقبل

طاقم الجريدة1 أغسطس 2025
طاقم الجريدة
أخبار
إصلاح التعليم العالي بالمغرب: نحو جامعة متجددة ومواكبة لتحولات المستقبل

شطاري نيوز 

 

يشهد التعليم العالي في المغرب تحولًا هيكليًا غير مسبوق، في إطار تنزيل “ميثاق إصلاح التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار 2030” المعروف اختصارًا بـ**”PACTE ESRI 2030″**، الذي تقوده وزارة التعليم العالي والبحث العلمي برئاسة الوزير عبد اللطيف ميراوي.

 

هذا الإصلاح، الذي بدأ تنفيذه المرحلي منذ سنة 2022، يعرف في سنة 2025 تسارعًا نوعيًا من خلال اعتماد هيكلة جديدة لمسلكَي الإجازة والماستر، سعيًا لتجاوز اختلالات النظام الجامعي السابق، وإعادة بناء مؤسسة جامعية قادرة على تأهيل الكفاءات وتعزيز تنافسية المغرب على مستوى اقتصاد المعرفة.

 

رؤية استراتيجية متعددة الأبعاد

 

الميثاق يحمل رؤية شاملة تقوم على عدة مرتكزات رئيسية:

 

🔹 مواءمة التكوين مع متطلبات سوق الشغل

 

يسعى الإصلاح إلى تقليص الفجوة التقليدية بين التكوين الأكاديمي والحاجيات الحقيقية للمقاولات الوطنية والدولية.

 

إدماج تخصصات مرتبطة بالمهن المستقبلية مثل الصناعات الذكية، الرقمنة، الذكاء الاصطناعي، والطاقات المتجددة.

 

 

🔹 تميز المسارات الدراسية

 

تم اعتماد مسالك تميز لفائدة الطلبة المتفوقين، مع توفير بيئة جامعية مشجعة على الابتكار والريادة.

 

 

🔹 البحث العلمي التطبيقي

 

منح الأولوية للأبحاث الموجَّهة نحو حل المشكلات المجتمعية والصناعية، وتشجيع الشراكة بين الجامعات ومحيطها الاقتصادي.

 

 

🔹 تحسين الحكامة الجامعية

 

اعتماد نظام تعاقدي بين الوزارة ومؤسسات التعليم العالي يرتكز على النتائج والمؤشرات الدقيقة للأداء.

 

منح مزيد من الاستقلالية المالية والبيداغوجية للجامعات، مع ربطها بالمساءلة والجودة.

 

 

🔹 لغات ومهارات المستقبل

 

فرض إتقان اللغة الإنجليزية في جميع التخصصات الجامعية.

 

تعزيز برامج التدريب على المهارات الناعمة (Soft Skills) كالتواصل، والعمل الجماعي، والقيادة، والذكاء العاطفي.

 

رغم الطابع الطموح للإصلاح، يطرح عدد من المراقبين والفاعلين التربويين تساؤلات جوهرية:

 

هل البنية التحتية الحالية للجامعات المغربية قادرة على مواكبة هذا التحول؟

 

كيف ستتم مواكبة الأساتذة الجامعيين من حيث التكوين وإعادة التأهيل البيداغوجي؟

 

هل هناك ميزانيات كافية لتحقيق هذه الأهداف الطموحة على المدى المتوسط؟

 

ما مدى جاهزية الطلبة وخصوصًا القادمين من التعليم الثانوي، للانخراط في مسارات تتطلب مستويات لغوية وتكنولوجية متقدمة؟

 

 

في المقابل، يرى المدافعون عن الإصلاح أن الميثاق يشكل فرصة تاريخية لإعادة تموقع الجامعة المغربية في محيطها، وجعلها أكثر انفتاحًا وتنافسية على الصعيدين الإفريقي والدولي.

 

 

إن “PACTE ESRI 2030” ليس مجرد تعديل في المناهج أو المسالك، بل هو مشروع مجتمع يروم إحداث نقلة نوعية في الوظيفة الجامعية، من مؤسسة لإنتاج الشهادات إلى مختبر لإنتاج الحلول والمعرفة، نجاحه رهين بمدى الالتزام السياسي والمالي والمؤسساتي بمبادئ الإصلاح، وبتوفر الإرادة الجماعية لتجاوز معيقات التفعيل على أرض الواقع.


Warning: Division by zero in /home/chtarinews/public_html/wp-includes/comment-template.php on line 1532

Comments

Sorry Comments are closed

Type a small note about the comments posted on your site (you can hide this note from comments settings)
    تنبيه
    error: Content is protected !!