تحرير : عثمان بنحمادي
على مسافة تقارب الأربعين كيلومتراً إلى الشمال من مدينة الداخلة، يتجلى ميناء الداخلة الأطلسي كأحد أبرز المشاريع الاستراتيجية الكبرى التي تشهدها المملكة المغربية في العقود الأخيرة. فهذا الصرح البحري العملاق لا يختزل فقط طموحاً إنمائياً واعداً، بل يُجسّد أيضاً الرؤية الملكية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس، الرامية إلى ترسيخ الحضور المغربي على الساحة الإقليمية والدولية، وتعزيز دينامية الاندماج القاري الإفريقي والانفتاح الاقتصادي على المحيط الأطلسي.
يمثل ميناء الداخلة الأطلسي حلقة مفصلية في النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، لما يتوفر عليه من مؤهلات جغرافية فريدة، وبنيات تحتية حديثة، وخطط طموحة تستهدف تطوير سلاسل الإنتاج والنقل والتجارة. فهو ليس مجرد ميناء في موقع استراتيجي، بل منصة متعددة الوظائف، تجمع بين البعد الصناعي والاقتصادي واللوجستي، لتفتح آفاقاً جديدة أمام الاستثمار، وتُعزز ربط المغرب بالأسواق العالمية، سواء في إفريقيا جنوب الصحراء أو عبر ضفتي الأطلسي.
وإلى جانب دوره المحوري في تنشيط الحركة التجارية وتطوير الصادرات، من المرتقب أن يساهم هذا المشروع المهيكل في خلق فرص شغل كثيرة وتحفيز التنمية المحلية، مع ما يواكب ذلك من تحولات اجتماعية واقتصادية واعدة تعزز من مكانة الداخلة كقطب جهوي متقدم، وكبوابة رئيسية نحو العمق الإفريقي. وبذلك، يُمكن اعتبار ميناء الداخلة الأطلسي رمزاً لقوة الإرادة المغربية، وركيزة استراتيجية في بناء مستقبل اقتصادي أكثر إشراقاً واستدامة.









Comments - 🔵 ميناء الداخلة الأطلسي.. بوابة المغرب نحو إفريقيا وعمق التجارة العالمية :
Sorry Comments are closed