الصحراء المغربية.. حزب زوما يقلب المعادلة في جنوب إفريقيا

Othmaneدقيقتان agoLast Update : دقيقتان ago
Othmane
أخبار
الصحراء المغربية.. حزب زوما يقلب المعادلة في جنوب إفريقيا

 

 

جنوب إفريقيا.. حزب زوما يعلن دعمه الرسمي لمبادرة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء

 

في خطوة غير مسبوقة، أعلن حزب “أومخونتو وي سيزوي” الجنوب إفريقي، الذي أسسه الرئيس السابق جاكوب زوما، تأييده الكامل والصريح لمقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء، واصفًا إياه بـ”الحل الواقعي والوحيد الممكن” لإنهاء هذا النزاع الإقليمي.

 

الحزب، الذي أصبح ثالث قوة سياسية في البلاد منذ تأسيسه سنة 2023 عقب انشقاق عن حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، نشر وثيقة رسمية مكونة من 17 صفحة بتاريخ 9 يونيو 2025، يعلن فيها دعمه التام للمبادرة المغربية، وهو ما يمثل تحولًا جذريًا في الموقف السياسي داخل جنوب إفريقيا تجاه قضية الصحراء.

 

نهاية للإجماع المعادي للمغرب

 

الوثيقة، التي حملت عنوان “شراكة استراتيجية من أجل وحدة إفريقيا، والتحرر الاقتصادي، والسلامة الترابية: المغرب”، تُعد إعلان نوايا لتأسيس تعاون استراتيجي بين بريتوريا والرباط، معتبرة أن حل قضية الصحراء هو مفتاح هذا التقارب. وأكدت الوثيقة أن مقترح الحكم الذاتي المغربي يحقق حكما ذا مغزى للسكان المحليين، مع الحفاظ على وحدة وسيادة المملكة.

 

ويعتبر الحزب أن الموقف الجديد يستند إلى معطيات تاريخية وقانونية تؤكد أن الصحراء كانت دائمًا جزءا من التراب المغربي قبل الاستعمار الإسباني، وأن المغرب تحرك لاستعادة أراضيه بشكل شرعي بعد انسحاب إسبانيا عام 1975، في إشارة إلى المسيرة الخضراء التي وصفتها الوثيقة بأنها “عمل شرعي لإنهاء الاستعمار”.

 

دعوة لبناء تحالف إفريقي جديد

 

الوثيقة دعت كذلك إلى تجاوز التفرقة داخل القارة، محذّرة من التدخلات الأجنبية التي تُضعف وحدة إفريقيا. وأبرزت أن تحالفا قويا بين المغرب وجنوب إفريقيا، باعتبارهما من أكبر القوى الاقتصادية في القارة، يمكن أن يشكل ركيزة للتنمية والدفاع عن المصالح الإفريقية.

 

وحددت الوثيقة خارطة طريق واضحة لتعزيز التعاون بين البلدين تشمل خمسة مجالات: التنسيق الدبلوماسي، شراكات اقتصادية، تعاون أمني، تبادل ثقافي وفكري، إضافة إلى مشاريع مشتركة في مجالات الفلاحة والطاقة والبنية التحتية والتعليم.

 

كما ذكّرت الوثيقة بالدعم العسكري المغربي لحركة “أومخونتو وي سيزوي” في ستينيات القرن الماضي، وبلقاء الملك محمد السادس بجاكوب زوما سنة 2017، معتبرة إياه نقطة تحول في العلاقات الثنائية.

 

موقف يفتح باب النقاش الداخلي

 

حتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من الحزب الحاكم (ANC) على هذا التطور اللافت، غير أن الخطوة مرشحة لإثارة جدل واسع داخل الأوساط السياسية الجنوب إفريقية، خاصة أنها تأتي في سياق تغيرات إقليمية ودولية داعمة للمبادرة المغربية.

 

تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست أول بادرة إيجابية من جنوب إفريقيا تجاه المغرب، إذ سبق لنائب رئيس لجنة العلاقات الدولية بحزب ANC أن زار الرباط سنة 2024 وعقد لقاءات رسمية هناك.

 

فهل تشهد جنوب إفريقيا تحولًا كاملاً في موقفها من قضية الصحراء؟ المعطيات الجديدة تجعل من هذا الاحتمال أقرب من أي وقت مضى.

 

 

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

تنبيه
error: Content is protected !!