شطاري نيوز
سيدي السباعي
متى كان رفاه أطفال مخيمات تندوف، يمر عبر برمجة زيارات مكثفة لهم للكنائس المسيحية بمختلف دول الاستقبال الأوروبية، بمناسبة تنظيم برنامج عطل السلام المشؤوم؟ وإذا كان تغيير عقيدة اليافعين الصحراويين، لا يحرك شعور الأمين العام لجبهة البوليساريو وزبانيته، فعلى من العوض؟ وكيف يمر ذلك على مرأى ومسمع من الصحراويين بالمخيمات، وهو يوقعون على عقود مشاركة أبنائهم في برنامج فسخ الارتباط بالدين الإسلامي الحنيف وبالشريعة المحمدية السمحاء؟
سيل من الأسئلة ينتاب أهل الصحراء غرب وشرق الجدار، بخصوص هذه الدعوة البشعة للارتداد عن دين الإسلام لأطفال صحراويين قاصرين، ما زالوا يتلمسون خطاهم لمعرفة محيطهم وثقافتهم وأبجديات دينهم.
وقد يلتمس البعض لأوليا هؤلاء الأطفال العذر، بسبب ظروف الاحتجاز المطول بالمخيمات، وضبابية وضعيتهم القانونية، وحرمانهم من أي ضمانات للعيش الكريم والتمتع بالحقوق والتنقل، ورغبتهم في تعليم أبنائهم وتلقينهم في دول متقدمة، وكذا الانجرار مع ما تقدمه جمعيات الدعم لهاته العائلات الفقيرة، حيث يبني الصحراويون امالا كبيرة لتأهيل أبنائهم وتلقيهم تعليما جيدا.
والحال، أن الأطفال المهجرون لدول الاستقبال الأوروبية، في إطار برنامج عطل السلام، يخضعون لبرامج مكثفة لطمس الهوية وإلغاء الثقافة الحسانية والعمل على انسلاخ الأطفال الصحراويين من قيمهم الدينية والمجتمعية، بهدف إحداث تحول جذري في ذهنية هؤلاء الأطفال، لتسهيل عملية تبشيرهم.
وتمر عملية التهجير عبر اتفاق ضمني بين مسؤولي البوليساريو الجمعيات الداعمة والأسر الحاضنة، في تغييب متعمد لأسر الأطفال البيولوجية، لتتحول الإقامة الظرفية لقضاء عطلة الصيف الى إقامة دائمة، يصعب على عائلات الأطفال الصحراوية استرداد أبنائهم، حتى في حال اللجوء الى القضاء.
إن عملية النقل القسري وغير الطوعي التي يقع الأطفال ضحيتها الى عائلات حاضنة غربية في تناقض تام من حيث القيم والمرجعية الدينية والثقافية والحضارية، يترك اثارا مدمرة على حياة هؤلاء الأطفال الصحراويين، ينتج عنها مضاعفات نفسية جراء إبعادهم عن عائلاتهم دون تهيئتهم نفسيا.
وبالرغم من تنامي حركة التنصير بالمخيمات، وجعل زيارة الكنائس والمؤسسات الدينية بالدول المستقبلة لهؤلاء الأطفال محورا ثابتا في زياراتهم في إطار برنامج “عطل السلام”، إلا أن مسؤولو الجزائر والبوليساريو، لم يعمدوا قط الى اتخاذ قرار إيقاف رحلات الانسلاخ الروحي والقيمي المشينة لأطفال صحراويين، سيبقى ذنب ارتدادهم عن عقيدتهم معلق في أعناق قيادة التنظيم وأولياء نعمتهم في قصر المرادية.
وقد تواترت أنباء بتنظيم زيارة رسمية لأطفال لطفلات وأطفال صحراويين لكنيسة فرنسية الأحد، وتم رشهم بالماء المقدس بحسب الطقوس الدينية الكنسية، وإسماعهم ترانيم إنجيلية، بحضور مرافقيهم من الصحراويين، في قبول طبيعي لما يحاك ضد ديننا الحنيف عبر حقن اليافعين بقيم غريبة عن قيمنا الدينية والثقافية والمجتمعية، وفي تغييب واضح لرأي اسرهم البيولوجية، وخرقا للمواد 14 و20 من اتفاقية الطفل، المتعلقة برعاية وتدين الطفل، والتي توجب استمرار الطفل وتفاعله مع خلفيته الاثنية والثقافية واللغوية والدينية، من أجل رعاية مصالحه الفضلى وإتمام نموه السليم.
التعليقات - عمليات تبشير مسيحي لأطفال المخيمات بلبوس إنساني :
عذراً التعليقات مغلقة