شطاري نيوز
تواصل فضائح مستشفى مولاي الحسن بن المهدي بمدينة العيون، فعلى بعد نحو ثلاثة ايام من اصدار ملك البلاد خطابا بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لعيد العرش المجيد،
والذي أكد فيه على ضرورة الجدية في الحياة السياسية والإدارية والقضائية، من خلال خدمة المواطن، واختيار الكفاءات المؤهلة، وتغليب المصالح العليا للوطن والمواطنين، والترفع عن المزايدات والحسابات الضيقة، يعيش اليوم المستشفى الجهوي الحسن بن المهدي على وقع اضراب موظفي قسم الاستقبال والقبول (SAA)، وهو القلب النابض بالمستشفى، بإعتباره المسؤول عن تسجيل دخول وخروج المرضى واستخلاص واجب التمريض.
وفور علمنا بالخبر انتقل طاقم الجريدة الى عين المكان، للبحث في الموضوع، ومعرفة أسبابه، لنتفاجئ بأن قسم SAA مغلق امام المرتفقين، ووجود حشد كبير من المرضى في طابور معظه من الشيوخ والعجائز الذي انهكهم المرض فزادهم طول في هذا القسم مرضا، حيث أنهم يجلسون هناك من الساعة 8 صباحا الى حين قدومنا في 11 صباحا، وبعد اتصالنا بالموظفين المضربين لمعرفة أسباب اغفال القسم امام المرتفقين، اكدو على ان من قام بذلك هو مديرة المستشفى الجهوي بن المهدي شخصيا، وأنهم ايضا تفاجئو بهذا التصرف الغير مهني، على حد قولهم، وأنهم حضرو في الوقت المحدد للعمل الا انهم وجدوا القسم مغلق، والمديرة هي من قامت بإقفاله وسحب المفاتيح.
من الطبيعي ان هذا الامر يدخل الشك والريبة، وأنه لابد البحث فيه لتقصي الحقائق والوقوف على حقيقتها، وهذا ماقام به الطاقم تماما، ولكي نكون منصفين مع الجميع كان لابد من الاستماع إلى جميع الاطراف، بدأ من الموظفين المضربين، والممثلين في المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحة العمومية، الذين اكدو ان مديرة المستشفى منذ تنصيبها وهي تتخبط في مجموعة من المشاكل على مستوى علاقتها بالموظفين، ومنها ماهو على مستوى التسيير، على حد قولهم، وأن سبب سحبها لمفاتيح قسم الاستقبال راجع الى اصدرها قرار تنقيل هذا القسم الى الاستقبال بالمستعجلات المتواجد بالمستشفى بين المدارين الاخضر والاحمر، على اعتبار أن مكانه الاصلي هو في مكانه الحالي خارج المستعجلات، لان هذا المرفق صمم لاستقبال المرتفقين، وتم عزله عن المستعجلات نظرا لان هذه الأخيرة تستقبل معظم الاوقات حالات حرجة، الا ان كل هذا لا يتماشى مع ميزاج المديرة لذلك قررت افراغ هذا القسم لبرمجة سيتم الاعلان عنها في الوقت الذي تراه المديرة منسبا لها، هذا وقد أصدر المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحة العمومية بالعيون بيانا بهذا الخصوص شديد اللهجة.
وبين هذا وذاك، يبقى المواطن هو الضحية، محاصرا بين جدران المرض من جهة، وعناد المسؤولين من جهة أخرى، فيجد المواطن البسيط نفسه داخل هذه الجدران محاصراً يسير في طريق يجهلها، ليس في الاخير نفسه الى خالقه، فقد اصبح المواطن حين عبوره باب مستشفى الحسن بن المهدي يسلم بأن مع كل خطوةٍ سيخسر شيئاً خارجها، نظرا لكثرة ما اصبحنا نشاهده من فضائح وكوارث بهذا المستشفى.
بعد كل هذه الأحداث، تم الاتصال بمدير المستشفى والسؤال عن سبب هذا المشكل الذي عرض حياة المواطنين للخطر كما عاينا ذلك، فأجابت بالحرف الواحد، هذا مشكل داخلي وليس لكم الحق في التدخل فيه، وأنا من اقرر في هذا الامر، ورفضها القاطع لاستقبالنا، علما ان الامر لا يتعلق بمشكل داخلي كما قالت، فهو مشكل اصبح يهم الجميع لان فيه تعريض حياة المواطنين للخطر.
فالمديرة الدكتورة ربما لم تستوعب الخطاب الملكي جيدا، والذي اكد على ان الجدية يجب أن تظل مذهبنا في الحياة والعمل، وأن تشمل جميع المجالات ولا سيما قطاعات الصحة كما جاب في الخطاب، فرغم حضورها لمراسيم الاستماع للخطاب بقصر المؤتمرات يوم السبت، الا أن عقلها ربما كان منشغلا حينها بالتفكير في حل لقسم الاستقبال، وهذا ماشغل بالها عن التركيز في مضمون الخطاب الملكي بإعتبارها احدى المخاطبين به الرسميين.
فالجدية كمنهج متكامل تقتضي ربط ممارسة المسؤولية بالمحاسبة، وإشاعة قيم الحكامة والعمل والاستحقاق وتكافؤ الفرص.
فإذا كان هناك تصفية حسابات او مشاكل بين المديرة والموظفين فماهو ذنب المواطن في هذا، اما بالنسبة لسوء التسيير فحدث ولا حرج، ليس من المعقول شل حركة قسم لمدة خمس ايام فهذ خسارة فادحة للمستشفى، ونحن نتكلم هنا عن الاف الدراهم، لان هذا القسم هو المسؤول عن ارادات المستشفى، فعن أي تسيير نتحدث، ناهيك عن تأثيث مكتب المديرة بمجرد توليها المنصب، بأرقى واحدث ما جاد به العصر، وفي المقابل عدم توفير أدنى حقوق المرضى وهي الابر والفواصم التي يطلب من المرضى اغتناؤها من خارج المستشفى، وهذه هي المعظلة الحقيقية.
فاعتبارا للتحولات الهيكلية والجدرية التي تعرفها المنظومة الصحية بالبلاد ، بهدف الانخراط الفعلي في الورش الملكي المجتمعي والتنزيل السليم لدعامات اصلاح المنظومة الصحية الوطنية خصوصا في شقها المتعلق بالحكامة الجيدة، وبناءا على منطوق و مفهوم الخطاب السامي الذي اكد مما لا يدع مجالا للشك وجوب تطبيق القانون وربط المسؤولية بالمحاسبة والقطع مع التهاون و التلاعب بمصالح المواطنين، كمدخل اساسي لتنزيل قواعد الحكامة الجيدة و انجاح أي مشروع او برنامج وطني، يجب التدخل العاجل من الجهات المسؤولة لوجود حل جدري للمشاكل التي يتخبط فيها مستشفى بن المهدي، ومعرفة الاسباب الحقيقة وراء كل هذه التجاوزات.
التعليقات - تواصل فضائح مستشفى مولاي الحسن بن المهدي بمدينة العيون :
عذراً التعليقات مغلقة