اتفاقية شراكة بين نادي الصحراء للصحافة والتواصل والمكتب الجهوي لنادي قضاة المغرب فرع العيون

فالاعلام والقضاء وجهان لعملة واحدة، فهما متعاطفان (أو هكذا يجب) في تطلعهما للاستقلالية عما سواهما، كما انهما متقاطعان في محاولة كل منهما التصدي للتجاوزات والعمل على تقويم سلوكيات افراد المجتمع، فهما فضلا عن كل ذلك، ضميرا الأمة الحي، لا يستقيم بنيانها إلا في سموهما، ولا تقوم قائمة للحرية أو للعدالة أو للديمقراطية، إلا إذا قامت لهما في الشكل كما في الجوهر، فالإعلام والقضاء فضاءان متوازيان، متمايزان، فالإعلام يفضح التجاوزات، ويندد بانحراف السلوكيات، ويطرحها بالفضاء العام للتشهير بها وفضح الثاوين خلفها، والقضاء يطبق القانون الذي من شأنه معاقبة المتجاوزين وتقويم سيرة المنحرفين.

 فالإعلام يحترم القضاء ويخضع لأحكامه، ويدفع بجهة استقلاليته واستقلالية القائمين عليه؛ والقضاء يحترم قدسية الرسالة الإعلامية ونبلها، ولا يتطاول على مهنييها إلا في إطار ما ينص عليه القانون، والإعلام يعترف بمركزية القضاء في بناء الديمقراطية وإقامة دولة الحق والقانون، والقضاء بدوره لا ينكر على الإعلام الدور إياه، ولا ينتقص من مفعول إسهامه، وضرورات إشراكه في الزمن والمكان، فهما متموقعان في خندق واحد، يدفعان بسيادة نفس القيم، وينحوان بجهة تكريس نفس المبادئ، وهما فضلا عن كل ذلك، يعاضدان بعضهما البعض، وتأسيسا على ما سبق، في اطار التعاون والانفتاح بين الطرفين، تم توقيع هذه الاتفاقية.