التشهير بتوزيع الاضاحي بالتصوير والنشر على مواقع التواصل الاجتماعي

مدير الموقع9 يوليو 2022آخر تحديث : منذ سنتين
مدير الموقع
محلية
التشهير بتوزيع الاضاحي بالتصوير والنشر على مواقع التواصل الاجتماعي

شطاري نيوز : العيون

قال الله تعالى: إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ {البقرة: 271}.

قد حث ديننا الاسلامي على التآزر  بين افراد المجتمع الواحد، وهذا ما نشهده في بعض المناطق ونخص بالذكر مدينة العيون ، حيث نجد لها إرثا عريقا في تاريخ المجتمع الصحراوي، وهي ظاهرة تنمو وتزدهر في أوقات الشدة، وأيضا في المناسبات الدينية، مثل شهر رمضان وعيد الأضحى المبارك، حيث يتنافس الخيرون في خدمة الناس وتقديم يد المعونة لمن يحتاجونها، الا أنه بتطور المجتمعات وتقنين أنشطة أفرادها والانتقال من العمل الخيري العفوي الى العمل الخيري في اطار جمعية أو تعاونية او ما شابه، فقد أصبحنا نشاهد أن هناك جمعيات تجمع التبرعات من أجل تقسيمها على المحتاجين وهذا عمل نبيل، لتقديمها كمساعدات عينية أو مادية أو شراء الاضاحي للفقراء والمحتاجين أو من ضاق به الحال، كل هذا يدخل في خانة العمل الخيري الذي يعتبر بحد ذاته خطوة تضامنية محمودة تؤكد على لحمة المجتمع وتشبت أفراده بإحدى مقاصد الشريعة الإسلامية، إلا أن هذا الأمر يشيبه بعض العيوب التي نأمل أن ينظر لها القائمون على هذه الأعمال الاجتماعية من زاوية أخرى، فمن المحرج أن تجد القائمون على هذه الاعمال الخيرية يحيطون المستفيد بكاميرات الهواتف واللايفات والاستضافات، مما يسبب إحراجا حقيقيا للمستفيد.

قال تعالى: ( يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إلْحَافاً ).

فيجب أن تكون هذه المبادرات ضامنة لكرامة ابن آدم، حيث لا تكون هذه المساعدات مدخلا للحط من القيمة البشرية والآدمية لمستحقيها، فيجب أن تقدم هذه الاعطيات بشكل سري، كالاتصال برب البيت بعيدا عن سكنه، لتفادي الاحراج أمام الجيران والابناء، فهناك بعض أصحاب هذه المبادرات الخيرية جعل منها استثمارا من خلال تصوير المستفيد ونشره في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي كشكل من أشكال الدعاية للجمعية او الجهة المانحة، وهذا يتنافى مع ما حث عليه ديننا الاسلامي، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ..ورجل تصدّق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه”، لنتعلم من آداب فعل الخير أن يكون العطاء خالصاً لله، لا لغرض شهرة أو وجاهة، ليغلب على تفكيرنا التلقائي ضرورة إخفاء الصدقة، ويربط البعض قبول الله عزّ وجل للصدقة بأن تكون بالسرّ، حيث ضمان إخلاص النيّة، ونجد عند من يرى هذا الرأي إنكاراً على من يعلن صدقته، ليقترب من التشكيك بنيّته، وأرى في هذا تشدّداً في غير محله.

وفي الاخير نطلب من الله عز وجل أن يتقبل من الجميع وان يحسن النية في ذلك.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    تنبيه