- شطاري نيوز
المـدرب والخبيـر الرياضـي في مجـال كمـال الأجسـام (محمـد اعليلـوش) يتنـاول موضـوع صحتــك ورمضـــان:
لا أحد يمكنه أن يتجاهل تلك الظاهرة الغريبة (إن لم أقل الشاذة) والتي نلحظها مع إطلالة شهر رمضان والبركة، وأعني هنا ظاهرة الإقبال على ممارسة الرياضة بمختلف أنواعها ومن مختلف شرائح المجتمع.
قد يعترضني أحدكم بقوله: إن ممارسة الرياضة أمر محمود، أكيد إنها كذلك، وهذا ما أحاول جاهدا التأكيد عليه وأرغب فيه، غير أن أغلبكم يعلم بأن الخروج عن المألوف هو أمر شاذ، والشاذ هنا يبقى إهمال الأغلبية الساحقة للرياضة طول السنة ولمدة 11 شهرا، وفجاة يعانقونها وبدون استئذان أو تحضير، وهذا أمر من الخطورة بما كان من الناحية الصحية، ويشتد هذا الخطر ويكبر ليترقب ضحاياه من أولئك الذين يبالغون في كل شيء، أو أولئك الذين نطلق عليهم نحن المغاربة بالدارجة (عبادين رمضان)، وهم نوعية من الناس ضعيفة القوة والإيمان يرغبون ويأملون في شهر واحد وهذا أكبر الإيمان لديهم، أي تحقيق ماوصل إليه في سنة بل العمر كله أصحاب الإيمان القوي من الناحية الدينية وأصحاب البنية الجسمانية السليمة من الجانب الرياضي.
لمثل هذه النوعية وترغيبا في ممارسة الرياضة وجني فوائدها، أقول لهم: ليتكم مادمتم قد عزمتم على ممارسة الرياضة خلال هذا الشهر المبارك أن تجعلوها انطلاقة بدون توقف، أن تكون بداية المشوار، مشوار رياضة يومية سليمة وطوال السنة، بدلا من رياضة مناسبات و(ماتشات كرة قدم) هنا وهناك، وبدلا من رياضة أيام وشهر رمضان فقط.
وأؤكد هنا بأنه من السليم قبل هذه البداية من زيارة الطبيب للتاكد من سلامتنا وخلو أجسامنا من بعض الأمراض الصامتة والتي نجهلها وقد تسبب لنا بعض المتاعب جراء الصيام والإجهاد البدني العشوائي، كالإصابة بداء السكري وضعف القلب…
أما الرياضيون الذين يعشقون رياضتهم ويواضبون عليها بصدق وجلاء، فأقول لهم:
تمرنوا ولكن بترو، فالصيام سيريكم قوة تحملكم وصدق صلابة أجسامكم، ولممارسي رياضة بناء الأجسام أقول: أكيد أن بعضكم سيفقد شيءا من لياقته البدنية وحجمه العضلي الذي عمل جادا طوال سنة من التدريب والتغدية للوصول إليه، ولكن فليتأكد الجميع أن ماسنفقده من وزن سيكون أكثر من 90/100 منه على حساب الكمية الذهنية المخزنة في الجسم (بدليل التجربة الشخصية والميدانية مع العديد من المتدربين البدينين في النادي)، فما أن يحصل عندهم هبوط في الوزن إلا ويعترفون أنهم يشعرون بنوع من الخفة والنشاط والرشاقة.
وإن كان هناك نوع من التخوف عند ممارسي بناء الجسم من عدم تزويد الجسم بحاجياته الغذائية مع الصيام، فأقول لهم: أنه بامكان أي واحد منا أن يتناول الوجبات الغذائية الكاملة أثناء شهر رمضان مابين وجبتي الفطور والسحور، وكافيا لتزويد جسمنا بحاجياته طوال فترة النهار ونحن صيام، فقط يتوجب علينا أن نختار نوعية طعامنا وعدد الوجبات الكافية بالنسبة لكل واحد منا وتوقيت تناولها مع تطبيق النصيحة المهمة: النوعيـة قبل الكميـة.
أما عن كيفية التمرين، فنصيحتي: ألا تحاول إرغام جسدك ما فوق طاقته، وأن لا تجعل تمارينك بنفس القوة والشدة مقارنة بباقي أشهر السنة، وعليك كذلك أن تخفض من المدة الزمنية للتمرين داخل النادي، وأن تجعلها تتراوح في الغالب من 30 إلى 45 دقيقة أو 60 دقيقة على الأكثر، منهيا بذلك الحصة التدريبية بنصف ساعة عن موعد الإفطار، والذي انصح الجميع بأن يكون متنوعا وغنيا بجميع العناصر الضرورية من كاربوهيدرات وبروتينات وفيتامينات والباف…
على العموم، لقد أثبتت كل الأبحاث والدراسات الطبية بأن معضم الأمراض التي تصيب الناس، يكون السبب فيها الإفراط في تناول الطعام الغير صحي، والإكثار من المواد الدسمة والمقليات مع قلة الحركة، وقد صدق من قال: المعـدة بيـت الـداء.
ولهذا ومنذ القدم كان الأطباء والحكماء يوصون بالصيام، فحرمان الجسم من الطعام لايضعفه كما قلت، وإنما يجبره على حرق المخزون من طاقته الاحتياطية التي تتمثل في هذا الكم الهائل من الشحم الذي يثقل ويشوه أجسامنا، فلنحمد الله على نعمة الصيام ولنقف جميعا بإيمان شديد لنعانق هذه النعمة الربانية، ولنستقبل شهر رمضان بالعبادة والعمل، برياضة النفس ورياضة الجسد.
وكـل رمضـان، وأنتـم بـألف خيـر.
التعليقات - صحتك في رمضان مع المدرب والخبير الرياضي في كمال الاجسام :
عذراً التعليقات مغلقة