جدل شاحنة “جود” يربك حزب التجمع الوطني للأحرار ويثير غضب أخنوش.

Brahim16 مارس 2025Last Update : شهر واحد ago
Brahim
أخبار
جدل شاحنة “جود” يربك حزب التجمع الوطني للأحرار ويثير غضب أخنوش.

شطاري نيوز

لا تزال تداعيات واقعة ظهور شاحنة تابعة لجماعة تيوغزة أمام منزل الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، تلقي بظلالها على المشهد السياسي، حيث تحولت القضية من مجرد جدل إعلامي إلى أزمة داخلية داخل حزب التجمع الوطني للأحرار، خاصة مع ارتباطها بمؤسسة “جود” الخيرية، التي توصف بأنها الذراع الاجتماعية للحزب.

 

وبحسب مصادر مطلعة، فإن رئيس الحكومة ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، أبدى استياءه الشديد من هذه “الهفوة”، موجهاً عتابًا صارمًا لبايتاس، ليس بسبب الواقعة بحد ذاتها، ولكن بسبب توقيتها، حيث رأى فيها هدية مجانية لخصوم الحزب السياسيين الذين لم يترددوا في استغلالها لمهاجمته. ووفق المصادر نفسها، فإن أخنوش خاطب بايتاس بلهجة غاضبة قائلاً: “يجب أن نتجنب مثل هذه الأخطاء، الخصوم يترقبون أي زلة، ولا ينبغي أن نقدم لهم هدايا مجانية.”

 

الاستياء داخل الحزب لم يقتصر على أخنوش، إذ أعرب عدد من قياديي التجمع الوطني للأحرار عن قلقهم من تأثير هذه القضية على صورة الحزب، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2026. واعتبر بعضهم أن الأمر تجاوز كونه مجرد سوء تدبير ليصبح مأزقًا سياسيًا قد يضعف ما يسعى الحزب إلى ترسيخه من منجزات.

 

ورغم أن أخنوش نفسه يواجه انتقادات متكررة بسبب تضارب المصالح، سواء من خلال الجمع بين رئاسة الحكومة وإدارة شركاته أو الامتيازات التي حصلت عليها مجموعته في مشاريع كبرى، إلا أنه بدا حريصًا على احتواء تداعيات الأزمة داخل الحزب، موجهاً تعليمات صارمة لأعضائه بضرورة توخي الحذر في المرحلة المقبلة.

 

وفي هذا السياق، كشف مصدر بارز داخل الحزب أن التعامل مع هذه الأزمة يتطلب استراتيجية دقيقة، مشيرًا إلى أن أي تصريح غير محسوب قد يؤدي إلى تفاقم الوضع. لذا، كان التوجيه واضحًا لبايتاس: التزام الصمت التام خلال الندوة الصحفية الأسبوعية التي تعقب المجلس الحكومي، حيث اعتُبر أي تعليق إضافي على القضية فرصة لمزيد من التأويلات والاستغلال السياسي.

 

وبالفعل، خلال آخر ندوة صحفية، اكتفى بايتاس بردود مقتضبة، مؤكداً أن “بعض القضايا التي تُثار لها أبعاد سياسية، وسيتم التفاعل معها في الإطار المناسب.” غير أن هذا التصريح لم يفلح في إخماد الجدل، بل زاد من التساؤلات حول تداعيات الواقعة داخل الحزب، وانعكاساتها المحتملة على مستقبله السياسي.

 

ورغم محاولات التقليل من أهمية القضية، إلا أن ما حدث كشف عن ارتباك واضح داخل التجمع الوطني للأحرار، الذي يسعى إلى تعزيز موقعه كقوة سياسية رئيسية في المشهد الحكومي. ومع تزايد الأزمات التي تواجهه، يبدو أن الطريق نحو انتخابات 2026 قد يكون أكثر تعقيدًا مما كان متوقعًا.

Comments

Sorry Comments are closed

Type a small note about the comments posted on your site (you can hide this note from comments settings)
    تنبيه