شطاري نيوز
كشف تقرير نشره موقع “الطاقة” في لندن عن تداعيات خطيرة لما وصفه بـ”الاستعمار الأخضر”، حيث تتهم الدول الأوروبية باستغلال موارد الطاقة المتجددة في المغرب ومصر بشكل غير مستدام، مما يعزز التبعية الاقتصادية ويهدد الموارد الطبيعية في البلدين.
تصدير الطاقة مقابل تحديات محلية
يؤكد التقرير أن الاستثمارات الأوروبية في مشاريع الطاقة والزراعة في شمال إفريقيا تركز بشكل أساسي على تأمين احتياجات أوروبا من الطاقة النظيفة، بينما تترك الدول المستضيفة تواجه تحديات بيئية واجتماعية متزايدة دون عوائد اقتصادية حقيقية.
- في مصر، رغم تصدير كميات كبيرة من الغاز والفحم إلى أوروبا، تعاني البلاد من أزمة وقود حادة تؤدي إلى انقطاعات متكررة في الكهرباء، إضافة إلى آثار بيئية ناجمة عن الحفر المكثف في حقول الغاز، مما يسبب تلوث التربة والمياه ويشكل تهديدًا طويل المدى.
- في المغرب، تستثمر شركات الطاقة العالمية، مثل توتال إنرجي، في مشاريع ضخمة للطاقة المتجددة، أبرزها مصنع الهيدروجين الأخضر في كلميم واد نون، إلا أن التقرير يشير إلى أن هذه المشروعات تخدم الأسواق الأوروبية بالدرجة الأولى، فيما يستفيد المغرب بشكل محدود جدًا، ما يزيد من استنزاف موارده الطبيعية دون تحقيق تنمية مستدامة.
دعوات إلى نموذج أكثر عدالة
التقرير، الذي أعدته منظمة “غرين بيس”، لا يكتفي بعرض المخاطر، بل يدعو الدول الأوروبية إلى تحمل مسؤولياتها عبر تمكين دول الجنوب من بناء قدراتها المحلية للطاقة المتجددة بدلاً من استغلالها كمصدر للطاقة النظيفة.
وفي هذا السياق، شددت مسؤولة في “غرين بيس” على ضرورة إعادة النظر في السياسات المالية العالمية، لضمان تحقيق تحول عادل نحو الاقتصاد الأخضر، بحيث تستفيد منه جميع الأطراف دون الإضرار بالبيئة أو المجتمعات المحلية.