شطاري نيوز
دعا المحامي والحقوقي محمد شماعو إلى مساءلة المسؤولين عن تدبير القطاع الفلاحي في المغرب، وعلى رأسهم وزير الفلاحة السابق ورئيس الحكومة الحالي، عزيز أخنوش، في إطار مخطط “المغرب الأخضر”، الذي انتقل حاليًا إلى “الجيل الأخضر”. وأكد شماعو أن هذا المخطط أدى إلى تداعيات خطيرة على الأمن الغذائي والمائي للبلاد.
وخلال استضافته في برنامج “ضفاف الفنجان” على منصات صحيفة “صوت المغرب”، وجه شماعو انتقادات لاذعة لمخطط “المغرب الأخضر”، واصفًا إياه بأنه مثال واضح على سوء التدبير وإهدار المال العام، في ظل غياب آليات فعالة للتقييم والمراقبة، سواء من طرف البرلمان أو حتى مؤسسات الرقابة والحكامة، بما فيها النيابة العامة والمجلس الأعلى للحسابات.
وتطرق شماعو إلى قضايا الفساد التي شهدها المغرب مؤخرًا، مشيرًا إلى حجم الفضائح التي تم الكشف عنها والتي لم يسبق لحكومات سابقة أن أظهرتها بهذا الشكل، مستشهدًا بمتابعات قضائية طالت عددًا من البرلمانيين والمستشارين، إلى جانب الجدل الذي رافق صفقة تحلية مياه البحر في الدار البيضاء التي فازت بها إحدى الشركات المرتبطة برئيس الحكومة.
وفي هذا السياق، أعرب شماعو عن قلقه إزاء القيود المفروضة على الجمعيات في ما يخص التبليغ عن قضايا الفساد، معتبرًا أن النيابة العامة باتت تهيمن على العديد من الإجراءات الواردة في مشروع قانون المسطرة الجنائية المعروض حاليًا على البرلمان، مما قد يؤثر على دور المجتمع المدني في محاربة الفساد.
أما بخصوص الجدل الدائر حول “الاستهداف السياسي” للمسؤولين، فقد تساءل شماعو عن مدى صحة هذا الطرح في ظل متابعة واعتقال عدد كبير من المسؤولين المنتخبين، مؤكدًا أن النقد والمساءلة جزء أساسي من العمل السياسي، ولا ينبغي استخدام هذه الذريعة للتغطية على التجاوزات القانونية.
