بنصفية يدعو لإرساء نموذج إفريقي للتعليم والبحث في الصحافة

شطاري نيوز

دعا مدير المعهد العالي للإعلام والإتصال عبد اللطيف بنصفية، إلى إرساء “نموذج إفريقي للتعليم والبحث في مجال الصحافة والاتصال يتلاءم وخصوصيات القارة واحتياجات المهنيين ورهانات المجتمع”، مبرزًا أهمية تموقع استراتيجي متميز للمؤسسات الإفريقية، سواء على الصعيد الوطني أو القاري، بهدف تعزيز دورها في إنتاج معلومة في سياقها، وكذا في تكوين قادة الرأي.

وأكد بنصفية، في كلمة ألقاها أمس الإثنين بالرباط خلال افتتاح اللقاء الإفريقي الثاني لمؤسسات التكوين في الصحافة والاتصال تحت شعار “تدبير مؤسسات التكوين في الصحافة والاتصال بإفريقيا”، على ضرورة اعتماد مقاربة استراتيجية مدمجة تتمحور حول أربعة أبعاد تشمل الجوانب الأكاديمية والمؤسساتية والمجتمعية والتسويقية.

وأوضح أن هذه الرؤية ترتكز على التفاعل الوثيق بين المؤسسات الأكاديمية والسوق المهنية والمجتمع والقطاعات الوزارية الوصية، مشددًا على أهمية تحسين التوافق بين برامج التكوين والواقع المهني، وتعزيز الانخراط المدني والتدبير الاستباقي لصورة المؤسسات وصيتها.

وفي هذا السياق، أشار بنصفية إلى مجموعة من الإجراءات ذات الأولوية، من بينها تجويد التعليم، وتطوير شراكات استراتيجية، والامتثال التنظيمي، واعتماد أنظمة التقييم لقياس تأثير التكوينات على الطلبة والمهنيين.

من جهته، شدد مدير المدرسة الوطنية لعلوم وتقنيات الإعلام والاتصال بجامعة أبومي-كالافي في بنين، فرديناند كبوهوي، على أهمية تضافر الجهود بين مدارس الصحافة والاتصال الإفريقية، معتبرًا أن التعاون بين هذه المؤسسات سيمكن من تقوية كفاءات الصحفيين والاستجابة لتحديات التنمية الإفريقية من خلال خلق دينامية جماعية.

وأوضح كبوهوي أن على الرغم من غنى إفريقيا بالموارد البشرية والطبيعية، إلا أن ضعف التنظيم والتعاون يحد من تنميتها، داعيًا إلى تيسير تنقل الطلبة والمدرسين بين المؤسسات الأعضاء في شبكة “إنفوكوم” لتعزيز هذا التعاون.

كما أكد على ضرورة تكوين صحفيين قادرين على تمثيل إفريقيا والأفارقة بفعالية على الساحة الدولية، معتبرًا أن توسيع الشبكة بإدراج سيراليون مؤخرًا يشكل خطوة مهمة نحو تغطية عموم إفريقيا.

واستحضر كبوهوي التطور المستمر لمهنة الصحافة، خصوصًا في مواجهة التقدم المطرد في مجال الذكاء الاصطناعي، مبرزًا الدور المحوري الذي تضطلع به المدارس الإفريقية في مواكبة هذه التحولات.

ويشكل هذا اللقاء، الذي ينظمه المعهد العالي للإعلام والاتصال على مدى ثلاثة أيام، فرصة لتعزيز تبادل الخبرات وتوسيع مجالات الشراكة داخل شبكة “إنفوكوم”، بحضور الدول الستة المؤسسة، إضافة إلى دول جديدة.

ويشهد الملتقى مشاركة شخصيات أكاديمية بارزة، من بينها فيرجيني أومبوسا، رئيسة قسم التواصل بجامعة عمر بونغو (الغابون)، ومامادي يايا سيسي، نائب المدير المكلف بالدراسات بالمعهد العالي للإعلام والاتصال في كونتيا (غينيا)، وأبو بكر عبد الواحدو مايغا، المدير العام للمدرسة العليا للصحافة وعلوم التواصل في باماكو (مالي)، وجوشوا فيليب أيوديل نيكول، نائب مدير قسم الصحافة والدراسات الإعلامية بجامعة سيراليون، ومامادو ندياي، مدير مركز دراسات علوم وتقنيات الإعلام في داكار (السنغال).

ويتضمن برنامج اللقاء مائدة مستديرة حول “تدبير مؤسسات التكوين في مجال الصحافة والاتصال في إفريقيا.. أي نماذج يحتذى بها؟”، إضافة إلى اجتماع مخصص لمجلس الأعضاء المؤسسين للشبكة الإفريقية لمؤسسات التكوين في الصحافة والاتصال.